بل وصف القرآن الكريم ، التفرّق في الدين من صفات المشركين : وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ٣١ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا (١) ، وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ (٢) ، وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٣). وهنا وصف الله تعالى التفرّق بعد إقامة الحجة ، بغْياً بين الذين تفرّقوا واختلفوا وكانوا شيعاً ومذاهب وفِرَقاً كثيرة : وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (٤).
أي ان الذين أوتوا الكتاب من بني إسرائيل وغيرهم ، تفرّقوا واختلفوا ، وأنشأوا المذاهب والفرق والنحل ، انما خطوا تلك الخطوات بالرغم من دعوات أنبيائهم للوحدة والاجتماع ووحدة الكلمة؟
: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (البقرة ٢١٣).
وهذه الآية الكريمة واضحة جداً في بيان الموقف الالهي من الاختلاف بين الناس
__________________
(١) الروم ٣١ ـ ٣٢.
(٢) الشورى ١٤.
(٣) يونس ١٩.
(٤) البينة ٤.