وكيفية إزالته ، فالناس كانوا أمّة واحدة بالفطرة الالهية ، فاختلفوا بفعل اتّباعهم للشيطان الرجيم الذي أغواهم وحثّهم على الاختلاف والفرقة والتناحر ، فبعث الله النبيين والرُسُل من أجل حل مشكلة الاختلاف بين الناس لكي يتحِدوا كما يريد الله تعالى لهم ذلك ، غير انهم تمادوا في اختلافهم وتفرّقهم بعدما جاءت البينات ، إلا قليلاً هداهم الله الى الحق واتحدوا تحت ظل التشريع الالهي ، لذا قالت آية أخرى : ليبين لهم الذي يختلفون فيه.
وآيات قرآنية أخرى دعتهم الى سبيل الله ليتّبعوه ، ولا يتّبعوا السُبُل الأخرى التي تفرّقهم ولا تجمعهم : وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ (١).
وحذّر الله تعالى الذين فرّقوا دينهم ، واختلفوا وكانوا شيعاً وفرقاً ومذاهب بأن النبي صلىاللهعليهوآله ليس منهم في شيء : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ (٢).
وبيّن الله ان الذين تفرّقوا من بعدما جاءتهم رسالات السماء بأن مصيرهم جهنم والعذاب العظيم : وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٣).
بل ان القرآن الكريم لكونه من عند الله ، وليس من صنع البشر ، فهو لم يتضمن
__________________
(١) الأنعام ١٥٣.
(٢) الأنعام ١٥٩.
(٣) آل عمران ١٠٥.