ونواهيه ، حيث بدأت الحروب والصراعات مع أعداء الدين من المشركين والمنافقين واليهود.
ألم يفرّ من معارك شهيرة مثل أُحد وحُنين ، الآلاف من المهاجرين والأنصار ، ويتركوا الرسول وحده مع ثلّة من بني هاشم؟ ألم يعصِ الكثير من الصحابة الرسول صلىاللهعليهوآله ، ونزلت العشرات العشرات من الآيات التي تحذّر المهاجرين والأنصار من الاستمرار في العصيان وضرورة التوبة والعودة إلى طاعة الله ورسوله ، وإلا فسيكون مصيرهم جهنم مع بطلان الأعمال.
وحين نقرأ سيرة الصحابة وكبارهم بالذات مع الرسول صلىاللهعليهوآله ، يتجلّى لنا أن الكثير منهم كانوا يعصونه دوماً ، ويخاطبونه بجفاء وينادونه كما ينادي بعضهم بعضاً ، ويخالفون أوامره ، ويتخذون منه مواقف سيئة ، والقرآن الكريم يشير إلى الكثير من تلك المواقف ، وان كان لم يُفصح عن أسماء الصحابة ـ صراحة ـ وإنما يلمّح إلى سلوكهم وأعمالهم وممارساتهم ، لكن ـ والحق يُقال ـ لم تكن قلة من الصحابة ـ وعلى رأسها الصحابي علي بن أبي طالب ـ من ضمن هؤلاء الذين يوجّه القرآن الكريم إليهم نقداً لاذعاً واتهاماً شديداً ، ولم يكن علي قد ناله القرآن بأي شيء من تلك الطعون والإتهامات؟ بل بالعكس فإن الآيات التي نزلت في حقه ، تربو على الثلاثمائة آية باعتراف ابن عم النبي عبد الله بن عباس ، وبتأكيد المفسرين ، ولم ينزل في حق أحد مثل هذا ال عدد الكبير من الآيات التي تدلّ على فضل ومكانة وعلو شأن الصحابي علي بن أبي طالب.
ولم تكن الآيات القرآنية وحدها تبيّن فضل وشأن علي ، بل وجاءت السُنّة النبوية هي الأخرى لتعزيز هذه المكانة والمنزلة ، التي هي ليست كفضائل ومناقب الصحابة والخلفاء الآخرين ، وإنما لتثبيت إمامته وخلافته لرسول الله. شئنا أم أبينا ـ وكان