١ ـ انّ علياً معصوم من ارتكاب الخطأ والخطيئة والزلل.
٢ ـ ان علياً مع الحق دوماً ، فهو على الحق عندما يتكلم ، أو عندما يصمت ، وهو على الحق عندما يحارب أو عندما يسالم ، وهو على الحق حين يمارس أيّ عمل أو خطوة أو يتخذ أي قرار.
٣ ـ والانسان المسلم حين يكون بهذا المستوى من الاستقامة ، فهو الأوْلى بالحكم من الآخرين ، مهما كانت منزلتهم من رسول الله ، لأن هذا الانسان المستقيم إذا مارس الحكم والسلطة فلا يزيغ أبداً ، ولا يظلم ، ولا يتلاعب بحقوق الناس ، ولا يعطّل حدود الله ، ولا يستغل منصبه لمآرب شخصية وذاتية ، ولا يخرج عن الحق قيد أنملة بإتجاه الباطل.
وأولوية هذا الشخص ل لخلافة ، أمر عقلي ومنطقي وشرعي أيضاً حتى يحكم بين الناس بالعدل والاحسان ، وإعطاء كل ذي حقّ حقه ، فمن الظلم ـ والعياذ بالله ـ أن يسمح الله ورسوله لسواه أن يتصدّوا لهذا الموقع الحساس والخطير ، فهم أشخاص يفتقدون للفرقان الذي يفرّق ويميّز بين الحق والباطل ، فيقترفون أخطاء وزلّات ويحكمون بالهوى وهم يتسنّمون أكبر مواقع الحكم والقوة والسلطة بعد النبوة ، ويدّعون أنهم «خلفاء لرسول الله» وبحكم مواقعهم ، سيصبح رعاياهم عُرضة لمختلف أنواع الغين والاجحاف والظلم ومُجانبة الحق الذي بيّنته الشريعة الاسلامية كما سيتضح فيما بعد.
لأن الذي يتجسّد فيه الحق ، وينطق بالحق ، ويتحرّك على وفق الحق ، وإنه مع القرآن والقرآن معه (١) ، فهو يتمتع بخصائص النبوة عدا الوحي ، وبالتالي فهو لا يزيغ
__________________
(١) المعجم الصغير ـ الطبراني ١ : ٢٥٥ ؛ مجمع الزوائد ـ الهيثمي ٩ : ١٣٤ ؛ الجامع الصغير ـ السيوطي ٢ : ١٧٧ حديث ٥٥٩٤ ؛ كنز العمال ١١ : ٦٠٣ ـ حديث ٣٢٩١٢.