ردود أفعال الصحابة وإثارة حفيظتهم على هذا القرار ، فنزلت الآية المذكورة التي دعت رسول الله إلى تبليغ ما أنزل إليه من ربّه وان الله عاصمه وحاميه من الناس وغضبهم على قراره الحاسم في عليّ وإلا لم يبلّغ رسالته ، وبعد أن أنجز المهمة الالهية ، نزلت آية إكمال الدين وإتمام النعمة بولاية عليّ على الأمّة.
فهل من المعقول ان الله ورسوله أرادا بكل هذه الاجراءات والمراسيم والشعائر المقدسة ، تنبيه الأمّة بوجوب نصرة علي واحترامه وعدم معاداته ، بعد أن سخط عليه بعض الصحابة المرافقين له في رحلة اليمن؟
وهل هناك عاقل من ذوي النهي ، يصدّق نظرية الجمهور حول حادثة الغدير التي يُفرغونها من مضمونها الحقيقي الذي يتمثل في تعيين عليّ خليفة لرسول الله بأعذار وذرائع وحجج واهية؟
فلو كانت القضية تنحصر بنصرة علي فحسب ، فلِمَ أضفى رسول الله قداسة على يوم ١٨ذي الحجة بحيث جعل صيامه يعادل صوم ٦٠ شهراً؟ أو أمر الحاضرين بإجراء مراسيم احتفال لتهنئة علي بالولاية؟ بل ولِمَ أمر الله رسوله بتنفيذ تلك المهمة التأريخية وطمأنته بأنه سوف يعصمه من سخط الناس؟ وأخيراً لِمَ ختم الله الاسلام وأكمله بهذا الإجراء؟
ولاشك أن مجرّد دعوة الرسول المسلمين لنصرة علي بن أبي طالب وعدم معاداته وخذلانه ، لا تستوجب كل هذه الاجراءات والخطوات المتعددة من قبله صلىاللهعليهوآله ، أو خشيته من رد فعل الجماهير الغاضبة؟ فالنصرة ـ بالطبع ـ غير الخلافة التي يطمع بها كل مشرئب الرأس لتولّي حكم المسلمين؟
ولإقامة الحجة على الصحابة الذين كانوا حاضرين في يوم الغدير ، ناشد عليّ بن أبي طالب عندما كان خليفة وهو في رحبة الكوفة ، كل امرئ سمع رسول الله يوم