الذي يميّز ويفرّق بين الحق والباطل ، وانه الرجل الشجاع الذي بإسلامه ، تجرّأ المسلمون لاعلان الدعوة والتجاهر بها ، وفي عهده تم فتح العراق وبلاد فارس والقدس ، وهو أول من تسمّى بأمير المؤمنين ، وهو المُحدَّث في أمّة محمد صلىاللهعليهوآله.
وعند التحرّي عن شخصية الخليفة الثاني ، نكتشف ان هذه ال قناعة أو المُسلّمة ، ليس لها أساس من الصحة ، للاسباب التالية :
١ ـ فمسألة كونه خليفة راشداً ثانياً ، ثد حسمناها من قبل ، وأكدنا أنها أُختلقت على أساس حديث موضوع يتعارض مع المنطق السليم ، إذ ليس هناك سُنّة غير السُنّة النبوية. أما تلقيبه بالفاروق ، فهو من اقتراح أهل الكتاب ، فهم الذين لقبوه بهذا اللقب. وهو في كل الأحوال لا يستحق هذا اللقب أبداً ، فهو ليست له مقدرة على تمييز الحق من الباطل دائماً ، لأن المعروف عن الخليفة الثاني ، انه كان يعجز عن حل الكثير من القضايا والمعضلات الفقهية والشرعية والعقائدية ، فيضطر لسؤال الصحابة ومنهم عليّ حيث كان له بمثابة المنقذ من الهلاك (١).
وكثيراً ما كان عمر يتلكأ في أجوبته ، حتى قال ذات يوم : أخطأ عمر وأصابت إمرأة ، وقال يوماً : كل الناس أفقه من عمر حتى ربات الحجال (٢) ، فكيف يا ترى يكون هو الفاروق الذي يفرّق بين الحق والباطل ، وهو ما عليه من الجهل والقصور والعجز العلمي ، في حين ان الفاروق هو المُحيط بكل دقائق الشرع والفقه ، حتى يستطيع التمييز بين الحق والباطل.
٢ ـ يجمع أهل السُنّة والجماعة بأن الخليفة عمر ، أول من تسمّى بأمير المؤمنين ،
__________________
(١) الاستيعاب ـ ابن عبد البر ٣ : ١١٠٣.
(٢) المبسوط ـ السرخسي ١٠ : ١٥٣.