وهذا الادعاء هو محض افتراء على الواقع ، لأن الأحاديث النبوية الصحيحة ، تؤكد ان علي بن أبي طالب ، هو أول من سُمِّي بأمير المؤمنين ، وذلك في العهد النبوي ، حيث سمّاه جبرئيل أمير المؤمنين بأمر الله تعالى كما يقول رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهو وحده يستحق هذا اللقب المقدس ، وكل من تلقّب بأمير المؤمنين منذ عهد الخليفة الثاني وحتى يومنا هذا ، فهم لا يستحقون هذا اللقب ، ولم يلقبهم الله تعالى ولا نبيه الكريم ، وإنما هم لقبوا أنفسهم به ، حتى تقلّد هذا اللقب صبيان بني أمية وبني العباس.
٣ ـ ان الادّعاء بأن الخيفة الثاني كان محدَّثاً بناءً على أحاديث مروية في كتب الصحاح والسُنن ، ليس صحيحاً بتاتاً ، فعمر لم يكن بتلك المنزلة من العلم والتلقّي ، كما قلنا من قبل ، وإنما كان يتشبّث بالآخرين في الكثير من المواقف والمعضلات ، سواء كانت فقهية ، أو عقائدية ، بل ويجهل العديد من الآيات القرآنية ، ويصحّح له الصحابة ، كما كان يشكّك في بعض مواقف الرسول وأوامره ويطعن فيها ، وذلك لأنه كان يتسرّع في الحكم على تلك المواقف والخطوات قبل أن يرى النتائج كما هو تصرّفه في صلح الحديبية وتشكيكه في رسول الله ونبوته إلى حد أنه ندم بعد ذلك كثيراً لما حدثته نفسه من وساوس حول الرسول الاكرم صلىاللهعليهوآله ونصح المسلمين باتهام الرأي ، فكيف يُعَدُّ محدَّثاً ومُلهَمَاً لحديث موضوع واضح البطلان ، كغيره من الاحاديث الكثيرة جداً التي وُضعت في العهد الأموي بأمر من معاوية وغيره لتمجيد الصحابة والخلفاء الأوائل تغطية على مناقب وفضائل أهل البيت وعميدهم علي بن أبي طالب ، كخلفاء لرسول الله وأئمة من بعده.
٤ ـ شكّك عمر بن الخطاب هو الآخر في مواقفه وسلوكياته السابقة وهو على أعتاب الموت ، وتمنّى أمنيات لا يتمنّاها المسلم العادي ، فضلاً عن خليفة راشد كبير يُلقب بالفاروق وأمير المؤمنين إلا إذا كانت حياته وسيرته مشكوكاً فيها منذ البداية ، لا كما يصوغها الجمهور ويزيّنها ويزوّقها لغاية في نفس يعقوب.