وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما ، وأبو داود والترمذي في سننهما عنه صلىاللهعليهوآله : يكون بعدي إثنا عشر أميراً ... كلهم من قريش (١).
وكما قلنا من قبل ، فإن هذا الحديث متواتر ، حيث ذكر يحيى بن الحسن في كتاب العمدة من عشرين طريقاً في ان الخلفاء بعد النبي صلىاللهعليهوآله اثنا عشر خليفة كلهم من قريش : في البخاري من ثلاثة طرق ، في مسلم من تسعة طرق ، في ابي داود من ثلاثة طرق ، في الترمذي من طريق واحد (٢).
وقد جمع الحافظ ابن حجر طرقه في كتاب «لذّة العيش بجمع طرق حديث الأئمة من قريش» (٣).
وعندما تناولنا هذا الموضوع الحساس بمزيد من التفصيل ، عثرنا على حقائق أكثر عُمقاً في هذا الصدد ، حيث ينقل الجويني في كتاب (فرائد السمطين) قوله صلىاللهعليهوآله : ان خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي لَإثنا عشر ، أولّهم أخي ، وآخرهم وَلَدي.
قيل يا رسول الله ومن أخوك؟ قال : عليّ بن أبي طالب. قيل : فمن وَلَدك؟ قال : المهدي الذي يملؤها قسطاً وعدلاً ، كما ملئت جوراً وظلماً.
وهنا حدّد رسول الله الأئمة الاثني عشر بين علي والمهدي الذي هو ولَده صلىاللهعليهوآله أي من أولاد فاطمة ابنته ، لأن النبي صلىاللهعليهوآله لم يكن له أولاد ذكور ، وأكد أن أولاده من
__________________
(١) صحيح البخاري ٨ : ١٢٧ ؛ صحيح مسلم ٦ : ٣ ؛ سنن ابي داود ٢ : ٣٠٩ ؛ سنن الترمذي ٣ : ٣٤٠.
(٢) صحيح البخاري ٨ : ١٢٧ ؛ صحيح مسلم ٦ : ٣ ـ ٤ ؛ سنن ابي داود ٢ : ٣٠٩ ؛ سنن الترمذي ٣ : ٣٤٠ ؛ مسند احمد ٥ : ٨٧ ـ ١٠٨.
(٣) كشف الظنون ٢ : ١٥٨٤.