إبنته الزهراء ، أي الحسن والحسين ، وبالتالي فمن البديهي أن يكون الأئمة الاحد عشر ـ باستثناء ابن عمه عليّ ـ منحصرين في الحسن والحسين وابنائهما.
وفي التوراة التي بأيدي أهل الكتاب ما معناه : ان الله تعالى بشّر إبراهيم باسماعيل ، وأنه ينمّيه ويكثّره ويجعل من ذريته اثني عشر عظيماً (١).
إذ يقول الرب لابراهيم بالعبرية : «في لِيشماعيل بيرَختي أو توفي هفريتي أو توقي هِربيتي بِمِئود شنيم عَسار نسيئيم يوليد في نِتتيف لِكَوي كّدول» ، وشنيم عسار ، تعني : إثنا عشر. نسيئيم : أئمة ، زعماء ، رؤساء ، ومفردها ناسي : إمام ، زعيم.
وعني هذه الفقرة : وإسماعيل أباركه ، وأثمرة ، وأكثّره جداً جداً ، إثنا عشر إماماً (٢).
فهؤلاء الأئمة أو الخلفاء الاثنا عشر ، من ابناء اسماعيل وبالذات من أبناء عليّ وفاطمة ، كما هو واضح من الاحاديث الشريفة ، وحين يشبّههم رسول الله بنقباء بني اسرائيل أو أصحاب موسى وهم حجج الله في الارض ، فلأن هؤلاء النقباء لهم مكانة عظمى لدى الانبياء ، اذ يقول تعالى : وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا (٣) ، وهؤلاء يتصفون بالصفات التالية : وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ١٥٩ وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا (٤).
هؤلاء الأئمة بعد موسى أولهم يوشع وآخرهم داوود ، وما بينهم اشموئيل وطالوت ، وتكملة العدد من آل هارون.
__________________
(١) البداية والنهاية ـ ابن كثير ٦ : ٢٨٠.
(٢) الكتاب المقدس ـ (العهد القديم) ـ الكنيسة : ٢٥.
(٣) المائدة ١٢.
(٤) الأعراف ١٥٩ ـ ١٦٠.