وتقول آية أخرى : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ٢٣ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (١).
فهؤلاء الأئمة يتصفون :
ـ ان الله تعالى اختارهم وبعثهم.
ـ وهؤلاء الأئمة هداة ، فهم يهدون بالحق وبه يعدلون.
ـ هم يهدون بأمر الله لصبرهم ويقينهم بآيات الله.
واتضحت لي الحقيقة أكثر فأكثر ، حين ذكر الجويني ايضاً ، ان الصحابة قالوا لرسول الله في غدير خم : يا رسول الله؟ هذه الآيات : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ... (٢) في علي خاصة؟ قال : بلى فيه وفي أوصيائي الى يوم القيامة. قالوا : بيّنهم لنا قال : أخي ووارثي ووصيي وولي كل مؤمن بعدي ، ثم ابني الحسن ثم الحسين ثم التسعة من ولد الحسين. القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه.
فإذن هؤلاء الائمة أو الخلفاء الاثنا عشر ، هم أنفسهم أئمة اهل البيت الذين أوصى بهم في الكثير من المناسبات ، إذ يقول صلىاللهعليهوآله : فيكل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ، ينفون عن هذا الدين ، تحريف الضالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، ألا وان أئمتكم وفدكم الى الله ، فانظروا من توفدون (٣).
__________________
(١) السجدة ٢٣ ـ ٢٤.
(٢) المائدة ٣.
(٣) الصواعق المحرقة ـ احمد بن حجر : ١٥١.