ـ ينقل البخاري رواية يؤكد فيها رسول الله بأنه بشّر أبا بكر وعمر وعثمان بالجنة (١) ، ولم يبشّر علياً بذلك ، ويبدو ان واضع الرواية ، لم يكن من محبي علي بن أبي طالب ، ولذا أهمل ذكره.
ـ يقول رسول الله : خلقني الله من نور ، وخلق أبا بكر من نوري ، وخلق عمر من نور أبي بكر ، وخلق عثمان من نور عمر ، وعمر سراج أهل الجنة (٢). وهنا لم يشر الحديث الى الخليفة الرابع ، وبالتالي فهو (أي هذا الحديث) يخالف حديث (أفضلية الخلفاء الأربعة وترتيبهم المعروف) ، وان واضعه استقى مضمونه من الحديث الصحيح : «خُلقت أنا وعلي بن أبي طالب نور واحد» (٣) ، وأراد أن يختلق فضيلة للخلفاء الثلاثة الاوائل دون عليّ.
ـ يقول يحيى بن معين ، من قال : أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ ، وعرف لعلي سابقته وفضله ، فهو صاحب سُنّة (٤) ، وهنا يضع هذا العالم السُنّي الكبير ومن كبار أهل الجرح والتعديل ، أفضلية لعليّ على سابقيه من الخلفاء ، وهو يُخالف بذلك (ترتيب الأفضلية المعهود).
وقف جماعة من أئمة أهل السُنّة في علّ وعثمان ، فلم يفضِّلوا واحداً منهما على صاحبه ، منهم (مالك بن انس) و(يحيى بن سعيد القطان) في حين ان أكثر أهل السُنّة ، يقدّمون أبا بكر في الفضل على عمر ، وعمر على عثمان ، وعثمان على عليّ.
__________________
(١) انظر : صحيح البخاري ٤ : ١٩٦.
(٢) تفسير الثعلبي ٧ : ١١١ ؛ ميزان الاعتدال ـ الذهبي ١ : ١٦٦ ؛ لسان الميزان ـ ابن حجر ١ : ٣٢٨.
(٣) تفسير الآلوسي ٦ : ١٨٦.
(٤) فتح الباري ـ ابن حجر ٧ : ١٤ ؛ الاستذكار ـ ابن عبد البر ٥ : ١٠٩.