اجعل أبي بكر معي في الجنة ، فأوحي إليه قد استجاب الله لك (١). أو قوله صلىاللهعليهوآله لأبي بكر : لا يدخل الجنة مبغضك ولو كان عمله عمل سبعين نبياً (٢). وانه لم يكن نبي إلا وله خليل وان خليلي أبو بكر (٣).
هذه الاحاديث المروية على لسان رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ بالطبع ـ واهية ، وتصادم المنطق والواقع ، ولا يمكن تصديقها من قبل ذوي الالباب ، للعوامل الآتية :
١ ـ لم يكن أبو بكر بذلك المستوى من المكانة والايمان كما تصفه هذه الاحاديث ، وإلا لو كان كذلك كما يدّعي الرواة ، لما شكك في إيمانه ومصيره في لحظة إحتضاره ، وتمنّيه لو لم يكن بشراً؟.
٢ ـ إقرار أبي بكر بأن له شيطاناً يعتريه ، راجياً من الأمّة ـ إذا زاغ ـ تقويمه (٤) ، مُقرّاً بأنه لا يعمل فيهم بسُنّة رسول الله (٥).
٣ ـ لم يشهد رسول الله عليه ، مثلما شهد على قتلى أحد ، وحين احتج أبو بكر ، قائلاً : ألم يجاهد هو والآخرون كجهاد شهداء معركة أحد ، قال له الرسول : لست أدري ما تحدثون بعدي!؟ وكان الاجدر برسول الله أن لا يشكك في عاقبته وهو الذي خليله وبدرجته في الجنة ، وعمله عمل سبعين نبياً!!.
لكن هذه الشواهد الحية ، يتضح تهافت مثل هذه الروايات وكذبها.
__________________
(١) السيرة الحلبية ٢ : ٢١١.
(٢) تفسير الفخر الرازي ١٥ : ١١٨ ؛ المستصفى ـ الغزالي : ١٧٠.
(٣) تأريخ مدينة دمشق ٣٠ : ٣٨١ ؛ الرياض النضرة ١ : ١٦٢.
(٤) تأريخ مدينة دمشق ٣٠ : ٣٠٤.
(٥) السيرة النبوية ـ ابن هشام ٢ : ٢٧٠ ؛ تفسير القرطبي ١٠ : ٢٨٥.