ج ـ من أقوال رسول الله صلىاللهعليهوآله في حق الخليفة الثاني عمر ، بأنه يُكلّم من غير أن يكون نبياً (١). وكان عمر محدّثاً (٢) ، ولا يُستغنى عن عمر ، فهو من الدين كالسمع والبصر ، وان شياطين الجن والانس ، فرّوا من عمر ، وما من نبي إلا في أمّته مُعلَم أو مُعلّمان ، وإن يكنْ في الامّة الاسلامية أحد فهو عمر بن الخطاب (٢).
هذه الروايات وغيرها الكثير ، المنقولة على لسان الرسول الاكرم صلىاللهعليهوآله بحق الخليفة الثاني ، موضوعة حتماً ، ولا تتطابق مع واقع الخليفة عمر بكل الاحوال ، وذلك للاسباب التالية :
١ ـ تشكيك عمر بنبوة رسول الله في قضية صلح الحديبية ، وطعنه بوثيقة الصلح التي وقّعها النبي محمد صلىاللهعليهوآله مع قريش ، بالرغم من نصحه من قبل الصحابة ، وتماديه في التشكيك ، وما رافق ذلك من الهواجس ، وقوله في الرسول من أشياء لم يبح بها لخطورتها وزعزعتها لإيمانه ويقينه.
٢ ـ خشية الخليفة عمر على مصيره بعد الموت ، وتمنّيه لو لم يكن بشراً.
٣ ـ إبتداعه لسنن مخالفة للسُنّة النبوية الشريفة ، بدعوى إيثار المصلحة وإقتضائها.
٤ ـ جهله بالكثير من المبادئ والمفاهيم القرآنية ، والاحكام الشرعية ، وسؤاله الصحابة عنها.
٥ ـ تأكيد الخليفة الاول حين استخلافه لعمر بن الخطاب ، بإحتمال تبديله وتغييره للسنن الالهية والنبوية (٤).
__________________
(١) مجمع الزوائد ٩ : ٦٥.
(٢) تفسير القرطبي ٩ : ١٩٣.
(٣) المصدر السابق.
(٤) الامامة والسياسة ١ : ٢٤.