«المُسند» الذي ضمّ أربعين ألف حديث ، وقد تأصّل المذهب الحنبلي في المُسند ، والأحاديث فيه مرويّة عن سبعمائة صحابي ، وقد رُتّب على أسماء الرواة ، لا على أبواب الفقه ، وهو المنهل الأول للفقه الحنبلي. ولم يرو أحمد فيه إلا عمّن ثبت عنده صدقه وديانته ، إذ يقول في المقدمة : ان هذا الكتاب قد جمعته وانتقيته من أكثر من ٧٥٠ ألف حديث ، فما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله فإرجعوا إليه ، فإن وجدتموه وإلا فليس بحجّة (١).
أصول المذهب الحنبلي
١ ـ نصوص القرآن الكريم والحديث النبوي المرفووع ، فإذا وُجد الحديث الصحيح المرفوع ، أفتى بموجبه ، ولم يلتفت الى ما يخالفه ، ولو كان من كبار الصحابة. ولم يكن يقدّم على الحديث الصحيح عملاً ولا رأياً ولا قياساً ، ولا قول صحابي ، ولا عدم العلم بالمخالف (الاجماع) فيقدمونه على الحديث الصحيح (٢).
٢ ـ فتاوى الصحابة عند عدم النص. فإذا وُجد لأحدهم فتوى ، ولا يعرف لها مُخالفاً من الصحابة ، لم يعد الى غيرها ، ثم لا يُقدّم عليها رأياً ولا قياساً ولا عملاً لأهل المدينة (٣).
٣ ـ إذا اختلف الصحابة في المسألة ، اختار أقرب أقوالهم الى الكتاب والسُنّة ، فإن لم يتبيّن له الأقرب ، حكى الأقوال المختلفة ، ولم يخرج عنها ، ولم يجزم بقول (٤).
__________________
(١) المذاهب الفقهية : ١١٣.
(٢) أدب الاختلاف في الاسلام : ٩٨ ـ ٩٩.
(٣) المصدر السابق : ٩٩.
(٤) المصدر السابق.