الجواب / قال علي بن إبراهيم : قال أبو عبد الله عليهالسلام ، في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ) ، قال : «اطّلعت عائشة وحفصة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو مع مارية ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : والله لا أقربها ، فأمر الله أن يكفّر عن يمينه» (١).
ثم قال علي بن إبراهيم : كان سبب نزولها أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان في بعض بيوت نسائه ، وكانت مارية القبطية معه تخدمه ، وكان ذات يوم في بيت حفصة ، فذهبت حفصة في حاجة لها ، فتناول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مارية ، فعلمت حفصة بذلك ، فغضبت وأقبلت على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقالت : يا رسول الله ، هذا [في] يومي ، وفي داري ، وعلى فراشي! فاستحيا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم منها ، فقال : «كفي فقد حرمت مارية على نفسي ، ولا أطأها بعد هذا أبدا ، وأنا أفضي إليك سرا ، فإن أنت أخبرت به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين». فقالت : نعم ، ما هو؟ فقال : «إن أبا بكر يلي الخلافة من بعدي ، ثم من بعده عمر أبوك». فقالت : من أخبرك بهذا؟ قال : «الله أخبرني».
فأخبرت حفصة عائشة من يومها بذلك ، وأخبرت عائشة أبا بكر ، فجاء أبو بكر إلى عمر ، فقال له : إن عائشة أخبرتني عن حفصة كذا ، ولا أثق بقولها ، فسل أنت حفصة ، فجاء عمر إلى حفصة ، فقال لها : ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة؟ فأنكرت ذلك ، وقالت : ما قلت لها من ذلك شيئا. فقال لها عمر : إن كان هذا حقا فأخبرينا حتى نتقدّم فيه؟ فقالت : نعم ، قد قال ذلك رسول الله.
فاجتمع أربعة على أن يسمّوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنزل جبرئيل عليهالسلام على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذه السورة : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٧٥.