سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٨)) [سورة التّحريم : ٨]؟!
الجواب / ١ ـ قال أبو الصباح الكناني : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) قال : «يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود فيه».
قال محمد بن الفضيل : سألت عنها أبا الحسن عليهالسلام ، فقال : «يتوب عن الذنب ثم لا يعود فيه ، وأحب العباد إلى الله المفتنون (١) التوابون» (٢).
وقال معاوية بن وهب : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله ، فستر عليه في الدنيا والآخرة».
فقلت : وكيف يستر عليه؟
قال : «ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب ، ويوحي إلى جوارحه : اكتمي عليه [ذنوبه] ؛ ويوحي إلى بقاع الأرض : اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب ، فيلقى الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه من الذنوب» (٣).
وقال أحمد بن هلال : سألت أبا الحسن الأخير عليهالسلام عن التوبة النّصوح ، فكتب عليهالسلام : «أن يكون الباطن كالظاهر وأفضل من ذلك» (٤).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «هو صوم يوم الأربعاء والخميس والجمعة». قال ابن بابويه : معناه أن يصوم هذه الأيام ثم يتوب (٥).
٢ ـ أقول : ثم يشير القرآن الكريم إلى آثار التوبة الصادقة بقوله : (عَسى
__________________
(١) في «ط ، ي» : المفتتنون.
(٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٣١٤ ، ح ٣.
(٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٣١٤ ، ح ١.
(٤) معاني الأخبار : ص ١٧٤ ، ح ١.
(٥) معاني الأخبار : ص ١٧٤ ، ح ٢.