وروي أن الخلق العظيم : الدّين العظيم (١).
وقال بحر السّقاء : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : «يا بحر ، حسن الخلق يسر».
ثم قال : «ألا أخبرك بحديث ما هو في يدي أحد من أهل المدينة؟» قلت : بلى. قال : «بينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ذات يوم جالس في المسجد ، إذ جاءت جارية لبعض الأنصار وهو قائم ، فأخذت بطرف ثوبه ، فقام لها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم تقل شيئا ولم يقل لها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئا ، حتى فعلت ذلك ثلاث مرات ، فقام لها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الرابعة وهي خلفه ، فأخذت هدبة من ثوبه ثم رجعت.
فقال لها الأنصار : فعل الله بك وفعل ، حبست رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثلاث مرات لا تقولين له شيئا ، ولا هو يقول لك شيئا ، ما كانت حاجتك إليه؟ قالت : إن لنا مريضا ، فأرسلني أهلي لآخذ هدبة من ثوبه يستشفي بها ، فلما أردت أخذها رآني فقام ، واستحييت أن آخذها وهو يراني ، وأكره أن أستأمره في أخذها ، فأخذتها» (٢).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أفاضلكم أحسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا (٣) الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم» (٤).
وقال الشيخ ورّام : روي أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يمشي ومعه بعض أصحابه ، فأدركه أعرابي فجذبه جذبا شديدا ، وكان عليه برد نجراني غليظ
__________________
(١) معاني الأخبار : ص ١٨٨ ، ح ١.
(٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٨٣ ، ح ١٥.
(٣) قال ابن الأثير : هذا مثل ، وحقيقته من التوطئة ، وهي التمهيد والتذليل. وفراش وطيء : لا يؤذي جنب النائم. والأكناف : الجوانب. أراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكن فيها من يصاحبهم ولا يتأذى. «لسان العرب : ج ١ ، ص ١٩٨».
(٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٨٣ ، ح ١٦.