قوله : (بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) وهم النفر الذين قالوا ما قالوا (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) علي بن أبي طالب عليهالسلام (١).
وقال علي بن إبراهيم ، قوله تعالى : (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) بأيكم تفتنون ، هكذا نزلت في بني أمية (بِأَيِّكُمُ) أي خبتر وزفر وعلي» (٢).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما من مؤمن إلا وقد خلص ودّي إلى قلبه [وما خلص ودي إلى قلب أحد] إلا وقد خلص ود علي إلى قلبه ، كذب ـ يا عليّ ـ من زعم أنه يحبني ويبغضك ، قال : فقال رجلان من المنافقين : لقد فتن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذا الغلام ، فأنزل الله تبارك وتعالى : (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ... وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ) قال : نزلت فيهما إلى آخر الآية» (٣).
وقال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ) قال : في علي عليهالسلام (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) أي أحبوا أن تغش في علي فيغشون معك (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ) قال : الحلاف : الثاني ، حلف لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه لا ينكث عهدا (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) قال : كان ينم على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويهمز بين أصحابه ، قال : الذي يغمز الناس ويستحقر الفقراء.
قوله تعالى : (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) قال : الخير : أمير المؤمنين عليهالسلام ، (مُعْتَدٍ) أي اعتدى عليه ، وقوله : (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ) قال : العتل : العظيم الكفر ، والزّنيم : الدّعي ، قال الشاعر :
زنيم تداعاه الرجال تداعيا |
|
كما زيد في عرض الأديم الأكارع (٤) |
__________________
(١) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٥٠١.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٨٠.
(٣) المحاسن : ص ١٥١ ، ح ٧١.
(٤) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٨٠.