قوله : (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ) أي قعود ، قوله : (كَلَّا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ) ، قال : من نطفة ثم علقة ، قوله : (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) قال : مشارق الشتاء ، ومشارق الصيف ، ومغارب الشتاء ، ومغارب الصيف ، وهو قسم وجوابه : (إِنَّا لَقادِرُونَ عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ)(١).
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) : «لها ثلاثمائة وستون مشرقا ، وثلاثمائة وستون مغربا ، فيومها الذي تشرق فيه لا تعود فيه إلا من قابل ، ويومها الذي تغرب فيه لا تعود فيه إلا من قابل» (٢).
وقال الطبرسي في (الاحتجاج) : عن الأصبغ بن نباتة ، قال : خطبنا أمير المؤمنين عليهالسلام على منبر الكوفة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : «أيها الناس ، سلوني فإن بين جوانحي علما» فقام إليه ابن الكواء ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما الذّاريات ذروا؟ قال : «الرياح» قال : فما الحاملات وقرا قال : «السحاب» ، قال : فما الجاريات يسرا قال : «السفن» قال : فما المقسمات أمرا؟ قال : «الملائكة».
قال : يا أمير المؤمنين ، وجدت كتاب الله ينقض بعضه بعضا ، قال : «ثكلتك أمك يا بن الكواء ، كتاب الله يصدق بعضه بعضا ، ولا ينقض بعضه بعضا ، فسل عمّا بدا لك؟» قال : يا أمير المؤمنين ، سمعته يقول : (بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) وقال في آية أخرى (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ)(٣) ، وقال
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٨٦.
(٢) معاني الأخبار : ص ٢٢١ ، ح ١.
(٣) الرحمن : ١٧.