وَلَداً (٣) وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللهِ شَطَطاً (٤) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِباً (٥)) [سورة الجنّ : ١ ـ ٥]؟!
الجواب / ١ ـ قال علي بن إبراهيم ـ في حكاية الجنّ ـ : وكان سبب نزولها أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خرج من مكّة إلى سوق عكاظ ، ومعه زيد بن حارثة ، يدعو الناس إلى الإسلام ، فلم يجبه أحد ، ولم يجد من يقبله ، ثمّ رجع إلى مكّة ، فلمّا بلغ موضعا [يقال] له : وادي مجنّة تهجّد بالقرآن في جوف الليل ، فمرّ به نفر من الجنّ ، فلمّا سمعوا قراءة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، استمعوا له ، فلمّا سمعوا قراءته ، قال بعضهم لبعض : (أَنْصِتُوا) ، يعني اسكتوا : (فَلَمَّا قُضِيَ) ، أي فرغ : (وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) قالوا (يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ) إلى قوله تعالى : (أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ، فجاءوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأسلموا وآمنوا ، وعلمهم شرائع الإسلام ، فأنزل على نبيه : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ) ، السورة كلها ، فحكى [الله] عزوجل قولهم وولّى عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكانوا يعودون إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في كلّ وقت ، فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمير المؤمنين عليهالسلام أن يعلّمهم ويفقههم ، فمنهم مؤمنون وكافرون وناصبون ، ويهود ونصارى ومجوس ، وهم ولد الجانّ (١).
وقال الطبرسي في (الاحتجاج) : عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقد سأله يهوديّ ، قال اليهوديّ : فإنّ هذا سليمان سخّرت له الشياطين ، يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل.
قال له علي عليهالسلام : «لقد كان كذلك ، ولقد أعطي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل من هذا ، إنّ الشياطين سخرت لسليمان وهي مقيمة على كفرها ، وسخرت لنبوة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم الشياطين بالإيمان ، فأقبل إليه من الجنّ تسعة من أشرافهم ، واحد
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٩٨.