سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٠)) [سورة المزّمّل : ٢٠]؟!
الجواب / ١ ـ قال علي بن إبراهيم : وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ) : «ففعل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك ، وبشّر الناس به ، فاشتدّ ذلك عليهم».
وقوله : (عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ) وكان الرجل يقوم ولا يدري متى ينتصف الليل ، ومتى يكون الثلثان ، وكان الرجل يقوم حتى يصبح مخافة أن لا يحفظه ، فأنزل الله : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ) إلى قوله : (عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ) يقول : متى يكون النصف والثّلث ، نسخت هذه الآية : (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) واعلموا أنه لم يأت نبيّ قط إلا خلا بصلاة الليل ، ولا جاء نبي قط إلا بصلاة الليل في أول الليل (١).
٢ ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام : «أن السبب في نزول هذه السورة أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقوم هو وأصحابه الليل كلّه للصلاة حتى تورّمت أقدامهم من كثرة قيامهم ، فشقّ ذلك عليه وعليهم ، فنزلت السورة بالتخفيف عنه وعنهم في قوله تعالى : (وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ) أي لن تطيقوه» (٢).
وقال ابن عباس ، في قوله : (وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) [قال] : عليّ وأبو ذرّ (٣).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٩٢.
(٢) نهج البيان : ج ٣ ، ص ٣٠٣ ، «مخطوط».
(٣) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٥٧٥ ، شواهد التنزيل : ج ٢ ، ص ٢٩١ ، ح ١٠٣٦.