بِها عِبادُ اللهِ) أي منها ، قوله : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) قال : المستطير : العظيم (١).
وقوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) ، قال علي بن إبراهيم : حدثني أبي ، عن عبد الله بن ميمون القداح ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «كان عند فاطمة عليهاالسلام شعير ، فجعلوه عصيدة ، فلمّا أنضجوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين ، فقال المسكين : رحمكم الله ، أطعمونا مما رزقكم الله ، فقام علي عليهالسلام وأعطاه ثلثها ، فلم يلبث أن جاء يتيم ، فقال اليتيم : رحمكم الله ، أطعمونا مما رزقكم الله ، فقام علي عليهالسلام وأعطاه الثلث الثاني ، ثم جاء أسير ، فقال الأسير : رحمكم الله ، أطعمونا مما رزقكم الله ، فقام علي عليهالسلام وأعطاه الثلث الباقي ، وما ذاقوها ، فأنزل الله [فيهم] هذه الآية (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) إلى قوله تعالى : (وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً)(٢) في أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهي جارية في كل مؤمن فعل مثل ذلك» (٣).
وقال الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهماالسلام ، في قوله عزوجل : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) : «مرض الحسن والحسين عليهماالسلام وهما صبيّان صغيران ، فعادهما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعه رجلان ، فقال أحدهما : [يا أبا الحسن] لو نذرت في ابنيك نذرا لله ، إن عافاهما؟ فقال : أصوم ثلاثة أيام شكرا لله عزوجل ، وكذلك قالت فاطمة عليهاالسلام ، وقال الصبيّان : ونحن أيضا نصوم ثلاثة أيام ، وكذلك قالت جاريتهم فضّة ، فألبسهما الله العافية ، فأصبحوا صائمين وليس عندهم طعام.
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٩٨.
(٢) الدهر : ٢٢.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٩٨.