الجواب / ١ ـ قال علي بن إبراهيم القمي ، في قوله تعالى : (فَحَشَرَ) يعني فرعون (فَنادى فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى) والنّكال : العقوبة ، والآخرة هو قوله : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى) ، والأولى قوله : (ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي)(١) فأهلكه الله بهذين القولين (٢).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «أنه كان بين الكلمتين أربعون سنة» (٣).
وقال أبو جعفر عليهالسلام أيضا : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قال جبرئيل عليهالسلام : قلت : يا ربّ ، تدع فرعون وقد قال : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى)! فقال : إنما يقول هذا مثلك من يخاف الموت» (٤).
٢ ـ أقول : ويستخلص القرآن نتيجة القصة : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى).
فتبين الآية بكل وضوح ، إن وسائط سلك طريق الاعتبار مهيئة لمن سرى في قلبه الخوف والخشية من الله ، واعترته مشاعر الإحساس بالمسؤولية ، ومن رأى العبرة بعين معتبرة اعتبر.
نعم .. فقد أغرق فرعون ، وأهلك ملكه ودولته ، وصار درسا شاخصا لكل فراعنة وطواغيت ومشركي الزمان ، وعبرة لمن سار على نهجه الفاسد لكل عصر ومصر ، ولا يجني من سار على خطاه سوى ما جنيت به يداه ، وهي سنّة الله ، ولا تغيير ولا تبديل لسنته جل شأنه.
__________________
(١) القصص : ٣٨.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٠٣.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٠٣.
(٤) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٦٥٦.