الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعرف ذلك من وجهه حتى اشتدّ على الصحابة وعظم عليهم ما رأوا من حاله ، فانطلق بعضهم إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فقالوا : يا علي ، لقد حدث أمر رأيناه في وجه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قال : فأتى علي عليهالسلام فاحتضنه من خلفه وقبّل ما بين عاتقيه ، ثم قال : «يا نبي الله ، بأبي [أنت] وأمّي ، ما الذي حدث عندك اليوم؟».
قال : «جاء جبرئيل ، فأقرأني (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ). فقلت : وكيف يجاء بها؟ قال : يؤمر بجهنم فتقاد بسبعين ألف زمام ، لكل زمام سبعون ألف ملك ، في يد كل ملك مقرعة من حديد ، فيقودونها بأزمّتها وسلاسلها ، ولها قوائم غلاظ شداد ، كل قائمة مسيرة ألف سنة من سنين الدنيا ، ولها ثلاثون ألف رأس ، في كل رأس ثلاثون ألف فم ، في كل فم ثلاثون ألف ناب ، كل ناب مثل جبل أحد ثلاثون ألف مرة ، كل فم له شفتان ، كل واحدة مثل أطباق الدنيا ، في كل شفة سلسلة يقودها سبعون ألف ملك ، كل ملك لو أمره الله أن يلتقم الدنيا كلها والسماوات كلها وما فيهن وما بينهن ، لهان ذلك عليه. فعند ذلك تفزع جهنم وتجزع وتقاد على خوف ، كل ذلك خوفا من الله تعالى ، ثم تقول : أقسمت عليكم يا ملائكة ربي ، هل تدرون ما يريد الله أن يفعل بي ، وهل أذنبت ذنبا حتى استوجبت منه العذاب؟ فيقولون كلهم : لا علم لنا يا جهنم. قال : فتقف وتشهق وتعلق وتضطرب ، وتشرد شردة لو تركت لأحرقت الجمع ، كل ذلك خوفا وفزعا من الله تعالى ، فيأتي النداء من قبل الله تعالى : مهلا مهلا يا جهنم ، لا بأس عليك ، ما خلقتك لشيء أعذبك به ، ولكني خلقتك عذابا ونقمة على من جحدني ، وأكل رزقي ، وعبد غيري ، وأنكر نعمتي ، واتخذ إلها من دوني. فتقول : يا سيدي ، أتأذن لي في السجود [والثناء عليك]؟ فيقول الله : افعلي يا جهنم ، فتسجد لله رب العالمين ، ثم ترفع رأسها بالتسبيح والثناء لله رب العالمين».
قال ابن عباس (رضي الله عنه) : لو سمع أحد من سكان السماوات