وَادْخُلِي جَنَّتِي) فلا يكون له همّة إلا اللّحوق بالنداء (١). وقال سدير الصيرفي : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام ، جعلت فداك ، يا بن رسول الله ، هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ قال : «لا والله ، إنه إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه جزع عند ذلك ، فيقول [له] ملك الموت : يا ولي الله ، لا تجزع ، فو الذي بعث محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنا أبرّ بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك ، افتح عينيك فانظر ، قال : ويمثل له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين ، وفاطمة الزهراء ، والحسن ، والحسين ، والأئمة من ذريتهم عليهمالسلام ، فيقال له : هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهمالسلام رفقاؤك. قال : فيفتح عينيه ، فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة ، فيقول : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) ، إلى محمد وأهل بيته (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً) بالولاية (مَرْضِيَّةً) بالثواب (فَادْخُلِي فِي عِبادِي) يعني محمدا وأهل بيته (وَادْخُلِي جَنَّتِي) فما شيء أحب إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي» (٢). وقال داود بن فرقد : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «اقرأوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم ، فإنها سورة الحسين بن علي ، وارغبوا فيها رحمكم الله» فقال له أبو أسامة وكان حاضر المجلس : كيف صارت هذه السورة للحسين عليهالسلام خاصة؟ فقال : «ألا تسمع إلى قوله تعالى : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) إنما يعني الحسين بن علي عليهماالسلام ، فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضيّة وأصحابه من آل محمد (صلوات الله عليهم) الراضون عن الله يوم القيامة وهو راض عنهم ، وهذه السورة [نزلت] في الحسين بن علي عليهماالسلام وشيعته ، وشيعة آل محمد خاصة ، من أدمن قراءة الفجر كان مع الحسين عليهالسلام في درجته في الجنّة ، إن الله عزيز حكيم» (٣).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٢٢.
(٢) الكافي : ج ٣ ، ص ١٢٧ ، ح ٢.
(٣) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٧٩٦ ، ح ٨.