النَّجْدَيْنِ (١٠) فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١) وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (١٥) أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ (١٦) ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (١٧) أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (١٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ (١٩) عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ (٢٠)) [سورة البلد : ١ ـ ٢٠]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ)(١) ، [والبلد مكة] (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ)(٢) ، قال : كانت قريش لا يستحلون أن يظلموا أحدا في هذا البلد ، ويستحلون ظلمك فيه (وَوالِدٍ وَما وَلَدَ)(٣) ، قال : آدم وما ولد من الأنبياء والأوصياء (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ)(٤) ، قال : منتصبا ، ولم يخلق مثله شيء (أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً) قال : اللبد : المجتمع (٥).
وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله تعالى : (أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً) ، قال : «هو عمرو بن عبدودّ حين عرض عليه علي بن أبي طالب عليهالسلام الإسلام يوم الخندق ، وقال : فأين ما أنفقت فيكم مالا لبدا؟
__________________
(١) قال أبو عبد الله عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) [الواقعة : ٧٥] : «كان أهل الجاهلية يحلفون بها ، فقال الله عزوجل : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) ، قال : عظّم أمر من يحلف بها ، قال : وكانت الجاهلية يعظّمون المحرّم ولا يقسمون به ولا بشهر رجب ، ولا يعرضون فيهما لمن كان فيهما ذاهبا أو جائيا ، وإن كان قد قتل أباه ، ولا لشيء [يخرج] من الحرم ، دابة أو شاة أو بعير أو غير ذلك ، فقال الله عزوجل : [لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم] (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) ، قال : فبلغ من جهلهم أنهم استحلوا قتل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. وعظّموا أيام الشهر حيث يقسمون به فيفون». (الكافي : ج ٧ ، ص ٤٥٠ ، ح ٤).
(٢) قال أبو عبد الله عليهالسلام : «يعني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٧٩٨ ، ح ٢).
(٣) قال أبو عبد الله عليهالسلام : «علي وما ولد». (نفس المصدر).
(٤) قال الحسن عليهالسلام : «لا أعلم خليقة تكابد من الأمر ما يكابد الإنسان ، يكابد مضائق الدنيا وشدائد الآخرة». (ربيع : ج ٣ ، ص ٣٩٤).
(٥) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٢٢.