بصداقها ، وإني أبرأ من ضماني لك البيت في الجنة بتسليمه إليها ، إن ماتت رقية أو عاشت. فقال عثمان : أفعل ، يا رسول الله. فزوّجها إياه ، وأشهد في الوقت أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قد برىء من ضمان البيت لعثمان ، وأن البيت لرقيّة دونه ، لا رجعة لعثمان على رسول الله في البيت ، عاشت رقية أو ماتت ، ثم إن رقيّة توفيت قبل أن تجتمع وعثمان» (١).
وقال أبان بن تغلب : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام ، جعلت فداك [قوله] : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ)؟ «من أكرمه الله بولايتنا ، فقد جاز العقبة ، ونحن تلك العقبة التي من اقتحمها نجا».
قال : فسكت ، فقال : «هل أفيدك حرفا ، خير [لك] من الدنيا وما فيها؟». قلت : بلى جعلت فداك. قال : «قوله : (فَكُّ رَقَبَةٍ) ثم قال : «الناس كلهم عبيد النار غيرك وأصحابك ، فإن الله فك رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت» (٢).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «بنا تفك الرقاب ، وبمعرفتنا ، ونحن المطعمون في يوم الجوع وهو المسغبة» (٣).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «من أطعم مؤمنا حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ما له من الأجر في الآخرة ، لا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، إلا الله رب العالمين». ثم قال : «من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان». ثم قرأ قول الله عزوجل : (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ)(٤).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، في قوله تعالى : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) : «إن فوق
__________________
(١) الهداية الكبرى : ص ٣٩.
(٢) الكافي : ج ١ ، ص ٣٥٧ ، ح ٨٨.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٢٣.
(٤) الكافي : ج ٢ ، ص ١٦١ ، ح ٦.