إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى (١٢) وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (١٣) فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (١٤) لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى (١٨) وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى (١٩) إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى (٢٠) وَلَسَوْفَ يَرْضى (٢١)) [سورة اللّيل : ٥ ـ ٢١]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : في قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) قال : نزلت في رجل من الأنصار ، كانت له نخلة في دار رجل آخر ، وكان يدخل عليه بغير إذن ، فشكا ذلك إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لصاحب النخلة : «بعني نخلتك هذه بنخلة في الجنّة» فقال : لا أفعل. فقال : «تبيعها بحديقة في الجنّة؟» فقال : لا أفعل. فانصرف ، فمضى إليه أبو الدحداح ، فاشتراها منه ، وأتى أبو الدحداح إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : يا رسول الله ، خذها واجعل لي في الجنة الحديقة التي قلت لهذا بها فلم يقبلها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لك في الجنة حدائق وحدائق» فأنزل الله في ذلك : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى)(١) (وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى)(٢) يعني أبو الدحداح (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى) [يعني] إذا مات (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) ، قال : علينا أن نبين لهم.
قوله تعالى : (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى) أي تلتهب عليهم (لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى) يعني هذا الذي بخل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) ، قال : أبو الدحداح.
وقال الله تعالى : (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ
__________________
(١) قال أبو الحسن الرضا عليهالسلام (أعطى) : يعني النخلة.
(٢) قال أبو الحسن الرضا عليهالسلام : هو ما عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.