وقال محمد بن الفضيل : قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) إلى آخر السورة ، فقال : «التين والزيتون : الحسن والحسين».
قلت : (وَطُورِ سِينِينَ)؟ قال : «ليس هو طور سينين ، ولكن طور سيناء». قال : فقلت وطور سيناء؟ فقال : «نعم ، هو أمير المؤمنين عليهالسلام».
قلت : (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)؟ قال : «هو رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أمن الناس به من النار إذا أطاعوه».
قلت : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) قال : «ذاك أبو فصيل حين أخذ الله الميثاق له بالربوبية ، ولمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بالنبوة ، ولأوصيائه بالولاية ، فأقرّ وقال : نعم ، ألا ترى أنه قال : (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) يعني الدرك الأسفل حين نكص وفعل بآل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ما فعل؟».
قال : قلت : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ)؟ قال : «هو والله أمير المؤمنين عليهالسلام وشيعته (فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)(١).
قال : قلت : (فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ)؟ قال : «مهلا مهلا ، لا تقل هكذا ، [هذا] هو الكفر بالله ، لا والله ما كذب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالله طرفة عين» قال : قلت : فكيف هي؟ قال : «فمن يكذبك بعد بالدين ، والدين أمير المؤمنين عليهالسلام (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ)(٢).
وقال ابن عباس ، في قوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) وقد دخلت الروايات بعضها في بعض : أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم انتبه من نومه في بيت أم هانىء فزعا ، فسألته عن ذلك ، فقال : «يا أم هانىء ، إن الله عزوجل عرض
__________________
(١) قال علي بن إبراهيم القمّي : أي لا يمنّ عليهم به. (تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٢٩).
(٢) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٨١٤ ، ح ٤.