قال : وسئل عن ليلة القدر. فقال : «تنزّل فيها الملائكة والكتبة إلى السماء الدنيا ، فيكتبون ما يكون في أمر السنة وما يصيب العباد ، وأمره عنده موقوف [له] ، وفيه المشيئة ، فيقدّم [منه] ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء. ويمحو ويثبت وعنده أم الكتاب» (١).
٨ ـ أي شيء عنى بـ (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) : قال حمران : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ)(٢) ، قال : «نعم ليلة القدر ، وهي في كل سنة في شهر رمضان ، في العشر الأواخر ، فلم ينزل القرآن إلا في ليلة القدر ، قال الله عزوجل : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)(٣) قال : يقدّر في ليلة القدر كل شيء يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل خير وشرّ وطاعة ومعصية ومولود وأجل أو رزق ، فما قدّر في تلك السنة وقضي فهو المحتوم ، ولله عزوجل فيه المشيئة».
قال : قلت : (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) أي شيء عنى بذلك؟ فقال : «العمل الصالح فيها من الصلاة والزكاة وأنواع الخير ، خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ، ولو لا ما يضاعف الله تبارك وتعالى للمؤمنين ، ما بلغوا ، ولكن الله يضاعف لهم الحسنات» (٤).
٩ ـ متى تقسم الأرزاق : قال إسحاق بن عمار : سمعته يقول وناس يسألونه ، يقولون : إن الأرزاق تقسّم ليلة النصف من شعبان؟ قال : فقال : «لا والله ، ما ذاك إلا في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين ، فإنه في ليلة تسع عشرة يلتقي الجمعان ، وفي ليلة إحدى وعشرين يفرق كل أمر حكيم ، وفي ليلة ثلاث وعشرين يمضى ما أراد الله عزوجل من
__________________
(١) الكافي : ج ٤ ، ص ١٥٧ ، ح ٣.
(٢) الدخان : ٣.
(٣) الدخان : ٤.
(٤) الكافي : ج ٤ ، ص ١٥٧ ، ح ٦.