قال : قلت : وما كان حالهم وقصّتهم؟ قال : «إن أهل وادي اليابس اجتمعوا اثني عشر ألف فارس ، وتعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا على أن لا يتخلف رجل عن رجل ، ولا يخذل أحد أحدا ، ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم على حلف واحد ، ويقتلوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليا عليهالسلام ، فنزل جبرئيل عليهالسلام على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأخبره بقصتهم وما تعاقدوا عليه ، وتواثقوا ، وأمره أن يبعث أبا بكر إليهم في أربعة آلاف فارس من المهاجرين والأنصار ، فصعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا معشر المهاجرين والأنصار ، إن جبرئيل قد أخبرني أن أهل وادي اليابس اثنا عشر ألف فارس ، قد استعدوا وتعاهدوا وتعاقدوا على أن لا يغدر رجل منهم بصاحبه ولا يفرّ عنه ، ولا يخذله حتى يقتلوني وأخي علي ابن أبي طالب ، [وقد] أمرني أن أسير إليهم أبا بكر في أربعة آلاف فارس ، فخذوا في مسيركم ، واستعدوا لعدوكم ، وانهضوا إليهم على اسم الله وبركته يوم الاثنين إن شاء الله تعالى.
فأخذ المسلمون عدّتهم وتهيأوا ، وأمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أبا بكر بأمره ، وكان فيما أمره به أنه إذا رآهم أن يعرض عليهم الإسلام ، فإن بايعوك وإلا واقفهم ، فاقتل مقاتليهم ، واسب ذراريهم ، واستبح أموالهم ، وخرب ضياعهم وديارهم ، فمضى أبو بكر ومعه من المهاجرين والأنصار في أحسن عدّة ، وأحسن هيئة ، يسير بهم سيرا رفيقا حتى انتهوا إلى أهل وادي اليابس ، فلما نظر القوم نزول القوم عليهم ، ونزل أبا بكر وأصحابه قريبا منهم ، خرج إليهم من أهل وادي اليابس مائتا رجل مدججين بالسلاح ، فلما صادفوهم قالوا لهم : من أنتم؟ ومن أين أقبلتم؟ وأين تريدون؟ ليخرج إلينا صاحبكم حتى نكلمه ؛ فخرج إليهم أبو بكر في نفر من أصحابه المسلمين ، فقال لهم : أنا أبو بكر صاحب رسول الله. قالوا : ما أقدمك علينا؟ قال : أمرني رسول الله أن