حجر ، فجعلت ترميهم بها حتى جدرت أجسادهم فقتلتهم بها ، وما كان قبل ذلك رئي شيء من الجدري ، ولا رأوا من ذلك الطير قبل ذلك اليوم ولا بعده؟».
قال : «ومن أفلت منهم يومئذ انطلق ، حتى إذا بلغوا حضر موت ، وهو واد دون اليمن ، أرسل [الله] عليهم سيلا فغرقهم أجمعين». قال : «وما رئي في ذلك الوادي ماء [قط] قبل ذلك اليوم بخمسة عشر سنة» قال : «فلذلك سمي حضرموت حين ماتوا فيه» (١).
وقال علي بن إبراهيم ، في معنى السورة : نزلت في الحبشة حين جاءوا بالفيل ليهدموا به الكعبة ، فلما أدنوه من باب المسجد ، قال له عبد المطلب : أتدري أين يؤم بك؟ فقال برأسه : لا ، قال : أتوا بك لتهدم كعبة الله ، أتفعل ذلك؟ فقال برأسه : لا ، فجهدت به الحبشة ليدخل المسجد فأبى ، فحملوا عليه بالسيوف وقطعوه (وَأَرْسَلَ) الله (عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ). قال : بعضها على أثر بعض ، (تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) قال : كان مع كل طير ثلاثة أحجار : حجر في منقاره ، وحجران في مخاليبه ، وكانت ترفرف على رؤوسهم ، وترمي أدمغتهم ، فيدخل الحجر في دماغ الرجل منهم ، ويخرج من دبره ، وتنقض أبدانهم ، فكانوا كما قال الله : (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) قال : العصف : التبن ، والمأكول : هو الذي يبقى من فضله.
قال الصادق عليهالسلام : «وهذا الجدري من ذلك الذي أصابهم في زمانهم» (٢).
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ٨٤ ، ح ٤٤.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٤٢.