من المسلمين ، ونحو من أربعمائة فارس ، ولم يتخلف من المهاجرين والأنصار عنه أحد ، وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، وعبد الله بن المغيرة ، قد لقيا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بنيث العقاب ، فيما بين مكة والمدينة ، فالتمسا الدخول عليه ، فلم يأذن لهما. فكلمته أم سلمة فيهما ، فقالت : يا رسول الله! ابن عمك وابن عمتك ، وصهرك. قال : لا حاجة لي فيهما. أما ابن عمي فهتك عرضي. وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما قال. فلما خرج الخبر إليهما بذلك ، ومع أبي سفيان بني له فقال : والله ليأذنن لي ، أو لآخذن بيد بني هذا ، ثم لنذهبن في الأرض ، حتى نموت عطشا وجوعا. فلما بلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رق لهما ، فأذن لهما ، فدخلا عليه فأسلما. فلما نزل رسول الله (مر الظهران) وقد غمت الأخبار عن قريش ، فلا يأتيهم عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خبر ، خرج في تلك الليلة أبو سفيان بن حرب ، وحكيم بن حزام ، وبديل بن ورقاء ، يتجسسون الأخبار ، وقد قال العباس ليلتئذ : يا سوء صباح قريش! والله لئن بغتها رسول الله في بلادها ، فدخل مكة عنوة ، إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر! فخرج على بغلة رسول الله ، وقال : أخرج إلى الأراك لعلي أرى حطابا ، أو صاحب لبن ، أو داخلا يدخل مكة ، فنخبرهم بمكان رسول الله ، فيأتونه فيستأمنونه. قال العباس فو الله إني لأطوف في الأراك ، ألتمس ما خرجت له ، إذ سمعت صوت أبي سفيان ، وحكيم بن حزام ، وبديل بن ورقاء ، وسمعت أبا سفيان يقول : والله ما رأيت كالليلة قط نيرانا. فقال بديل : هذه نيران خزاعة ، فقال أبو سفيان : خزاعة ألأم من ذلك. قال : فعرفت صوته ، فقلت : يا أبا حنظلة يعني أبا سفيان ، فقال : أبو الفضل؟ فقلت : نعم. قال : لبيك فداك أبي وأمي ، ما وراك؟ فقلت : هذا رسول الله وراءك قد جاء بما لا قبل لكم به ، بعشرة آلاف من المسلمين! قال : فما تأمرني؟ فقلت : تركب عجز هذه البغلة ، فأستأمن لك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فو الله لئن