وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣)) [سورة الممتحنة : ١ ـ ٣]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : نزلت في حاطب بن أبي بلتعة ، ولفظ الآية عامّ ، ومعناه خاص ، وكان سبب ذلك أن حاطب بن أبي بلتعة كان قد أسلم وهاجر إلى المدينة ، وكان عياله بمكّة ، وكانت قريش تخاف أن يغزوهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فصاروا إلى عيال حاطب ، وسألوهم أن يكتبوا إلى حاطب يسألونه عن خبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهل يريد أن يغزو مكة ، فكتبوا إلى حاطب يسألونه عن ذلك ، فكتب إليهم حاطب : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يريد ذلك ، ودفع الكتاب إلى امرأة تسمى صفيّة ، فوضعته في قرنها (١) ومرّت ، فنزل جبرئيل عليهالسلام على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبره بذلك.
فبعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمير المؤمنين عليهالسلام والزّبير بن العوام في طلبها فلحقاها ، فقال لها أمير المؤمنين عليهالسلام : «أين الكتاب؟» فقالت : ما معي شيء ، ففتّشاها فلم يجدا معها شيئا ، فقال الزبير : ما نرى معها شيئا ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «والله ما كذبنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا كذب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على جبرئيل عليهالسلام ، ولا كذب جبرئيل على الله جل ثناؤه ، والله لتظهرن الكتاب أو لأوردن رأسك إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقالت : تنحّيا حتى أخرجه ، فأخرجت الكتاب من قرونها ، فأخذه أمير المؤمنين عليهالسلام وجاء به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا حاطب ما هذا؟» فقال حاطب : والله ـ يا رسول الله ـ ما نافقت ولا غيرت ولا بدلت ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقا ، ولكن أهلي وعيالي كتبوا إلي بحسن صنع قريش إليهم فأحببت أن أجازي قريشا بحسن معاشرتهم ، فأنزل الله جل ثناؤه على
__________________
(١) القرن : ذؤابة المرأة ، يقال : لها قرون طوال ، أي ذوائب ، والخصلة من الشعر. «أقرب الموارد ـ قرن ـ ج ٢ ، ص ٩٩٢».