شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (٤)) [سورة المجادلة : ١ ـ ٤]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام : «إن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : إن امرأة من المسلمين أتت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالت له : يا رسول الله ، إن فلانا زوجي قد نثرت له بطني (١) ، وأعنته على دنياه وآخرته ، فلم ير مني مكروها ، وأنا أشكوه إلى الله عزوجل وإليك. قال : مما تشتكينه؟ قالت له : إنه قال لي اليوم : إنت علي حرام كظهر أمي ، وقد أخرجني من منزلي ، فانظر في أمري.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما أنزل الله علي كتابا أقضي به بينك وبين زوجك ، وأنا أكره أن أكون من المتكلفين ؛ فجعلت تبكي وتشتكي ما بها إلى الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وانصرفت ، فسمع الله عزوجل محاورتها لرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في زوجها وما شكت إليه ، فأنزل الله عزوجل قرآنا (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما) ، يعني محاورتها لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في زوجها : (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ).
فبعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى المرأة فأتته ، فقال لها : جيئيني بزوجك ؛ فأتته به ، فقال له : أقلت لامرأتك هذه : أنت عليّ حرام كظهر أمي؟ قال : قد قلت لها ذلك ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قد أنزل الله عزوجل فيك وفي امرأتك قرآنا ، فقرأ عليه ما أنزل الله من قوله : (قَدْ سَمِعَ اللهُ) إلى قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) فضم امرأتك إليك ، فإنك قد قلت منكرا من القول وزورا قد
__________________
(١) نثرت المرأة بطنها : كثر ولدها. «المعجم الوسيط : ج ٢ ، ص ٩٠».