فقالت : يا رسول الله ، كيف نبايعك؟ فقال : إني لا أصافح النساء ، فدعا بقدح من ماء ، فأدخل يده ثم أخرجها ، فقال : ادخلن أيديكن في هذا الماء فهي البيعة» (١).
وقال عبد الله بن سنان : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله (وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ) ، قال عليهالسلام : «هو ما افترض الله عليهن من الصلاة والزكاة ، وما أمرهنّ به من خير» (٢).
وقال المفضل بن عمر : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : كيف ماسح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم النساء حين بايعهنّ؟ قال : «دعا بمركنه (٣) الذي كان يتوضأ فيه ، فصب فيه ماء ، ثم غمس يده اليمنى ، فكلما بايع واحدة منهن قال : اغمسي يدك ، فتغمس كما غمس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يده ، فكان هذا مماسحته إياهن» (٤).
وقال سعدان بن مسلم : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «أتدري كيف بايع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم النساء؟»
قلت : الله أعلم وابن رسوله.
قال : «جمعهنّ حوله ثم دعا بتور برام (٥) وصب فيه نضوحا ، ثم غمس يده فيه ، ثم قال : اسمعن يا هؤلاء ، أبايعكنّ على أن لا تشركن بالله شيئا ، ولا تسرقن ، ولا تزنين ، ولا تقتلن أولادكن ، ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن
__________________
(١) الكافي : ج ٥ ، ص ٥٢٧ ، ح ٥.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٦٤.
(٣) المركن : الإجانة التي تغسل فيها الثياب ونحوها. «لسان العرب : ج ١٣ ، ص ١٨٦».
(٤) الكافي : ج ٥ ، ص ٥٢٦ ، ح ١.
(٥) التور : هو إناء من صفر أو حجارة كالإجانة ، وقد يتوضأ منه ، والبرمة : القدر مطلقا ، وجمعها برام ، وهي في الأصل المتخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن. «النهاية : ج ١ ، ص ١٢١ ، ١٩٩».