إسرائيل (إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ).
قال : وسأل بعض اليهود رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقال : لم سميت محمدا وأحمد وبشيرا ونذيرا؟ فقال : «أمّا محمدّ فانّي في الأرض محمود ، وأما أحمد فإني في السماء أحمد [منه في الأرض]. وأما البشير فأبشر من أطاع الله بالجنة ، وأما النذير فأنذر من عصى الله بالنار» (١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام ـ في حديث طويل ـ «فلما نزلت التوراة على موسى عليهالسلام بشر بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم [وكان بين يوسف وموسى من الأنبياء عشرة (٢) ، وكان وصي موسى يوشع بن نون عليهالسلام ، وهو فتاه الذي ذكره الله عزوجل في كتابه ، فلم تزل الأنبياء تبشّر بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى بعث الله تبارك وتعالى المسيح عيسى بن مريم فبشر بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم] وكان ذلك قوله تعالى : (يَجِدُونَهُ) يعني اليهود والنصارى (مَكْتُوباً) يعني صفة محمد واسمه (عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ) (٣) وهو قول الله عزوجل يخبر عن عيسى : (وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) وبشر موسى وعيسى بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم كما بشّر الأنبياء عليهمالسلام بعضهم ببعض حتى بلغت محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم» (٤).
٣ ـ (فَلَمَّا جاءَهُمْ) أحمد (بِالْبَيِّناتِ) أي بالدلالات الظاهرة ، والمعجزات الباهرة (قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) أي ظاهر (٥).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٦٥ ، والمخطوط : ص ١٢٩.
(٢) (عشرة) من كمال الدين.
(٣) الأعراف : ١٥٧.
(٤) الكافي : ج ٨ ، ص ١١٧ ، ح ٩٢ ، كمال الدين : ص ٢١٣ ، ح ٢.
(٥) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ٤٦٣.