عليه؟ فقال : «إن صام شهرا فمرض استقبل ، وإن زاد على الشهر الآخر يوما أو يومين بنى على ما بقي».
قال : وقال : «الحرة والمملوكة سواء ، غير أن على المملوك نصف ما على الحرّ من الكفارة ، وليس عليه عتق ولا صدقة ، إنما عليه صيام شهر» (١).
وقال علي بن إبراهيم : كان سبب نزول هذه السورة ، أنه أول من ظاهر في الإسلام كان رجلا يقال له أوس بن الصامت من الأنصار ، وكان شيخا كبيرا ، فغضب على أهله يوما ، فقال لها : أنت علي كظهر أمي ، ثم ندم على ذلك ، قال : وكان الرجل في الجاهلية إذا قال لأهله : أنت عليّ كظهر أمي ، حرمت عليه إلى آخر الأبد.
وقال أوس [لأهله] : يا خولة ، إنا كنا نحرم هذا في الجاهلية ، وقد أتانا الله بالإسلام ، فاذهبي إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فسليه عن ذلك ، فأتت خولة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقالت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله إن أوس بن الصامت زوجي وأبو ولدي وابن عمي ، فقال لي : أنت علي كظهر أمي ، وكنا نحرم ذلك في الجاهلية ، وقد آتانا الله الإسلام بك ، فأنزل الله السورة (٢).
أقول : وقوله : (وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) : يجدر الانتباه إلى أن مصطلح «الكفر» له معاني مختلفة ، واحد منها هو الكفر العملي الذي يعني المعصية واقتراف الذنوب ، وقد أريد في الآية الكريمة هذا المعنى ، وكما جاء في آية أخرى بالنسبة للمتخلفين عن أداء فريضة الحج ، حيث يقول سبحانه : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ).
و «حد» بمعنى الشيء الذي يفصل بين شيئين ، ومن هنا يقال لحدود
__________________
(١) الكافي : ج ٦ ، ص ١٥٥ ، ح ١٠.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٥٣.