ورواه أيضا في (الفقيه) بإسناده ، عن أبي أيوب ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، مثله (١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ) ، يقول : اسعوا [أي] امضوا ، ويقول : اسعوا أي اعملوا لها ، وهو قصّ الشارب ، ونتف الإبطين ، وتقليم الأظافر ، والغسل ولبس أفضل الثياب ، وتطيّب للجمعة ، فهو السعي لقول الله : (وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ)(٢)» (٣).
وقال المفيد في (الاختصاص) : روي عن جابر الجعفي ، قال : كنت ليلة من بعض الليالي عند أبي جعفر عليهالسلام فقرأت هذه الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) ، قال : فقال عليهالسلام : «مه يا جابر ، كيف قرأت؟» قلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) ، قال : «هذا تحريف ، يا جابر».
قال : قلت : فكيف أقرأ ، جعلني الله فداك؟ قال : فقال : «يا أيها الذينءامنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله ، هكذا نزلت يا جابر [لو كان سعيا لكان عدوا ، لما كرهه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم] لقد كان يكره أن يعدو الرجل إلى الصلاة.
يا جابر ، لم سميت الجمعة يوم الجمعة؟» قال : قلت : تخبرني ، جعلني الله فداك. قال : «أفلا أخبرك بتأويله الأعظم؟» قال : قلت : بلى ، جعلني الله فداك ، قال : فقال : «يا جابر ، سمى الله الجمعة جمعة لأن الله عزوجل جمع في ذلك اليوم الأولين والآخرين ، وجميع ما خلق الله من الجنّ والإنس ، وكل
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه : ج ١ ، ص ٢٧٣ ، ح ١٢٥٢.
(٢) الإسراء : ١٩.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٦٧.