يحب التيامن في كل شيء (١) ، وما ورد من أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان إذا اغتسل بدأ بميامنه (٢).
مضافا إلى أن فعله عليهالسلام في مقام بيان ماهية العبادة ومعرفتها حجة ، كما حقق.
مع أن الترتيب الذكري في مقام بيان الأمور التوقيفية يرجح في نظر العرف كون الفعل بذلك الترتيب ، فلاحظ طريقة فهمهم ومكالمات الأطباء في مقام المعالجة وأمثال ذلك حتى يظهر عليك.
ومثل الحسنة المزبورة موثقة زرارة كالصحيحة عن الباقر عليهالسلام : سألته عن غسل الجنابة؟ فقال : « أفض على رأسك ثلاث أكف ، وعن يمينك ، وعن يسارك ، إنما يكفيك مثل الدهن » (٣).
مضافا إلى أن الإفاضة على الرأس مقدمة على الإفاضة على اليمين قطعا ، فيظهر من السياق أن الإفاضة على اليمين أيضا مقدمة على الإفاضة على اليسار ، سيما بملاحظة قوله عليهالسلام : « إنما يكفيك » ، لأن الظاهر منه أنّه عليهالسلام في صدد بيان أقل ما يتحقق به الغسل ، ومع ذلك أمر بالإفاضة على اليمين على حدة ، وبالإفاضة على اليسار على حدة. ومثل هذا الكلام في قوله عليهالسلام : « فما جرى » في حسنة زرارة.
قوله : لورودها في مقام البيان. ( ١ : ٢٩٥ ).
لعل المراد أن اشتراك المجموع في عدم بيان الترتيب بين الجانبين يدل على عدم اشتراطه ووجوبه ، لكن لا يخفى أن الأخبار التي هو أتى بها
__________________
(١) عوالي اللآلي ٢ : ٢٠٠ / ١٠١.
(٢) صحيح مسلم ١ : ٢٥٦ / ٤٣.
(٣) التهذيب ١ : ١٣٧ / ٣٨٤ ، الوسائل ٢ : ٢٤١ أبواب الجنابة ب ٣١ ح ٦.