فيها إيمانا بالله ورجاء ثوابه ، أعطاه الله تعالى ذلك وإن لم يكن كذلك » (١).
وما روي في الكافي بسند حسن ، وفي المحاسن بسند صحيح عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : « من سمع شيئا من الثواب على شيء فصنعه ، كان له أجره وإن لم يكن على ما بلغه » (٢). وفي معناهما أخبار أخر (٣) ، فالعمل بالأدلّة الضعيفة في السنن ليس حقيقة بها ، بل بما ذكر مع اعتضاده بالشهرة القويّة.
والإيراد عليه بوجوه :
منها : أنّه إثبات أصل بظاهر.
وقد عرفت جوازه (٤) ، سيّما إذا كان الظاهر معتضدا بعمل المعظم.
ومنها : أنّ المفهوم من الأخبار أنّه إذا روي ثواب لعمل ففعل رجاء له ، يثاب وإن كان ما روي خلاف الواقع ، لا إذا روي أصل العمل من دون رواية ثوابه ، فلا يلزم منها جواز العمل بالسنن التي لم يرو ثوابها ، كما هو شأن أكثرها.
وجوابه : أنّها لا تنفكّ عن أمر الشارع بها ، وهو يستلزم الثواب ، فمن امتثل الأمر رجاء للثواب يؤتى به.
ومنها : أنّ الثواب كما يترتّب على المستحبّ يترتّب على الواجب أيضا ، فلا وجه لتخصيصها بالأوّل.
وجوابه : أنّ الثواب إنّما يستلزم رجحان الفعل فقط ، ولا دلالة له بإحدى الثلاث على فساد في تركه ، فإن عمّم الثواب بحيث يشمل الواجب يلزم اعتبار هذا القيد في بعض الأفراد مع أنّ الأصل عدمه. فالمفهوم من الأخبار حينئذ جواز العمل في المستحبّ برواية العدل ، والفاسق ، والمجهول ؛ نظرا إلى تعميم البلوغ والسماع ، والأوّل روايته مسموعة في الوجوب والتحريم أيضا ، فبقي روايتهما مقصورة في المستحبّ. فإذا ورد أمر بطريق
__________________
(١) عدّة الداعي : ٢٠ ، وكنز العمّال ١٥ : ٧٩١ ، ح ٤٣١٣٢ و ٤٣١٣٣.
(٢) راجع : المحاسن ١ : ٩٣ ، ح ٥٢ و ٥٣ ، والكافي ٢ : ٨٧ ، باب من بلغه ثواب على عمل ، ح ١.
(٣) المحاسن ١ : ٩٣ ، ح ٢ ، والكافي ٢ : ٨٧ ، باب من بلغه ثواب على عمل ، ح ٢ ، وثواب الأعمال : ١٦٢ ، وعدّة الداعي : ٢٠.
(٤) في ص ١٩٥ ـ ١٩٦ ، فصل ٤.