فسأل عن صاحب الرقعة فلم يقف له على أثر (١) واتصلت أخبار أحمد بالعثمانيين وجاءت أنباؤه اليهم صارخة فأوعزوا إلى احد قوادهم «قانصوه» وكان متوجها الى اليمن لمباشرة أعماله فيها أن يعرج في حملته على مكة ويحتال على القبض على الشريف أحمد وتولية ابن عمه الشريف مسعود بن ادريس.
فمضى قانصوه الى مكة في عام ١٠٣٩ وكان أوان الحج فأظهر انه جاء لأداء الحج حتى اذا فرغ من مناسكه ظل مقيما في مخيم عسكره ظاهر مكة استعدادا لاستئناف رحيله الى اليمن فلما نفر الحاج من مكة أعلن الرحيل وأوعز في الوقت نفسه الى رجل يتعاطى خدمته من أبناء الطواف اسمه محمد المياس أن يلفت نظر الأمير احمد الى ضرورة خروجه الى المخيم لتوديعه فلما انتهى الأمير الى المخيم ظاهر المسفلة أدخل من خيمة الى اخرى مع أتباعه ثم ما لبثوا أن انفردوا به وقبضوا عليه وعلى أتباعه واتصل الخبر بعسكر احمد فثار ثائرهم وتقدموا لقتال عسكر قانصوه فاشتبك السلاح بين الفريقين وعمت الفوضى داخل مكة وفى اطرافها ورأى قانصوه أن يحسم الأمر فأخرج للمقاتلين رأس احمد مقطوعا ثم ما لبثوا أن سمعوا مناديا بولاية الشريف مسعود بن ادريس فانحازوا الى المنادين وقدموا طاعتهم (٢).
وفي هذه السنة ١٠٣٩ أمطرت السماء مطرا غزيرا وسال وادي ابراهيم (٣) سيلا قليل المثال طفح به المسجد الى طوق القناديل وغرق نحو ألف انسان. وقد
__________________
(١ و ٢) منائح الكرم للسنجارى «مخطوط».
(٣) هو الوادي الذي يقع فيه البيت الحرام ، منابعه من ثبير الأعظم وثبير الأحدب وجبال الطارقى ، فيمر بالبيت ثم يستمر حتى يدفع فى وادى عرنة من الشمال وليس في مر الظهران كما كتب أحدهم (ع).