واضطربت مكة لأحداث أحمد وعادت الفوضى بين رجال القبائل فاضطرب الأمن وانتهك عسكر أحمد حرمات بيوت الأشراف واستباحوا دخول المسجد بنعالهم وسكر بعض العسكر فدخل المسجد وضرب الحجر الأسود فأريد تأديبه فمنع عنه أصحابه من العسكر (١) وأخشى أن يكون في بعض ما أنقله شيء من المبالغات التي تلوكها الشائعات المغرضة ثم تسجلها بعض الأقلام التي تعاصر تلك الأحداث ولا تتحرى ما تسجل.
وعلى العموم فقد ذكر أن أحمد لم يستثن من عقوبته حتى جلساءه واخدانه فقد سجن أحمد القشاشي (٢) ومحمد المقدسي خليفة السيد أحمد البدوي (٣) وغيرهم من أصفيائه.
وانسل الشيخ جمال محمد باقشير وكان من علماء مكة ليلة خروجه من مكة الى مهاجره فوجد الأمير احمد عائدا في موكب من العمرة محرما فكتب رقعة واعطاها لأحد المارة وكلفه ان يسلمها الأمير احمد فلما تسلمها الأمير قرأ فيها على ضوء الشمع الذي كان يسير به بدل المشاعل :
تستحل الدما وتحرم بالعمرة |
|
دعها وعن دما الناس امسك |
ما رأينا والله اعجب حالا |
|
منك واها لفاتك متنسك |
__________________
(١) منائح الكرم للسنجاري «مخطوط».
(٢) أسرة القشاشي أسرة عريقة في مكة واعتقد أن القشاشية سميت بهم.
(٣) السيد أحمد البدوي من علماء مكة المعروفين وكان يسكن شعب عامر وقد تصوف في اخريات ايامه ثم اعتراه ذهول أو شيء من اختلاط العقل حتى كان يمشي احيانا في السوق عاريا واعتقد بعض الناس فيه الولاية وانتقل بعد ذلك الى المغرب وفي عودته زار مصر وطنطا فتوفي فيها وبنيت على قبره قبة وهي اليوم مزار لعامة الناس.