أسأل الله أن يكفيك ذلك فاستجيبت دعوته لأن بشيرا أغا ما كاد يصل الى مكة حتى سبقه اليها خبر وفاة السلطان مراد وبذلك بطل مفعول التفويض الذي يحمله.
ودخل بشير أغا فقابله مقابلة عادية وصافحه ثم ركض زيد بفرسه حتى تقدم عليه وعزاه في السلطان فتضاءل بشير أغا لأنه كان يظن أن خبر الوفاة مجهول فى مكة (١).
وفي عام ١٠٦٠ أثيرت بعض القلاقل ضد الأمير زيد كان مصدرها الشريف عبد العزيز بن ادريس الذي ترك مكة الى ينبع فارا عند احتلالها من الأمير زيد فقد أراد عبد العزيز أن يثأر لنفسه فاتصل بالوالي التركي في جدة غطاس بك وأغراه بمساعدته على احتلال مكة وتوليته عليها وقد كاد ينجح لأن غطاس بك سير جنده الى مكة لقتال زيد ولكن زيدا كان اكثر يقظة مما ظنوا فقد علم بخروجهم فقابلهم بجيش من مقاتلته بالقرب من وادي فاطمة في جمادي الثانية عام ١٠٦٠ فأعادهم بعد قتال شديد على أعقابهم وكان كريما مع خصميه غطاس بك وعبد العزيز لأنه أطلقهما بعد ان وقعا في أسره وسيرهما مخفورين الى جدة فأقاما بها مدة الى أن استصدر أمرا بنفيهما الى مصر (٢).
واستمر الأمير زيد في امارته خمسا وثلاثين سنة وشهرا وبضعة ايام قضاها في توطيد ملكه واحياء كثير من معالم العدل وكان مجلسه يغص برجال العلم كما كان يقابل في المواسم أعيان العلماء من الآفاق فيناقشهم ويبحث معهم في
__________________
(١) خلاصة الكلام للسيد الدحلان ٧٦.
(٢) المصدر نفسه ٧٨.