كثير من ابواب العلم واستطاع ان يقيم الحجة على العثمانيين في حقوق الامارة في واردات جدة حتى اعيد اليه نصيبه منها بعد أن كانوا أضافوه الى الخزانة التركية ـ كما تقدم بنا في عهد مسعود بن ادريس ـ وقد ذكر عبد الله العياشي في رحلته كثيرا من مناقب الشريف زيد ثم قال وقد ولى الحجاز من أطراف اليمن الى أقصى نجد مما يلي البصرة ثم الى خيبر مما يلي ناحية الشام ، ثم قال وكان يعتقد اعتقاد أهل بيته من الزيدية ثم باينهم ورجع الى معتقد اهل السنة وتمذهب بمذهب الامام أبي حنيفة وكف اهل بيته عن كثير مما كانوا ينالون من أهل السنة ومنعهم من اظهار معتقداتهم. ومرض الشريف زيد في أوائل المحرم عام ١٠٧٧ ولم يمهله المرض إلا أياما ثم توفي ورشح للامارة بعده ابنه سعد باتفاق بعض الأعيان في مكة وساعده على هذا شيخ الحرم التركي الا أن الأشراف من آل بركات كانوا على نقيض ذلك لأنهم كانوا يكرهون كما أسلفنا أن يمضي ذوو زيد في توارث الامارة دونهم وشاركهم العبادلة في ذلك لأن جدهم عبد الله بن الحسن كان صاحب الحق المقرر قبل تنازله وقبل عودة زيد من اليمن ليشارك ابنه في الحكم.
وتصدى للمناوأة ابن لعبد الله بن الحسن اسمه حمود فقد كان يرى انه الوريث الشرعي للحكم وأن له من وجاهته ومقامه بين الأشراف ما يؤهله لذلك.
وانضم الى هذا الرأي كثير من الأشراف فشعر حمود بأن في استطاعته اذا استند الى قوتهم وما يملك من عبيد وأموال وظاهره صنجق جدة أن يقوم بالأمر ضد ذوي زيد وأن يعيد الحكم الى بيته من آل بركات.
ومضى يومان أو نحو ذلك دون أن تنصب مكة أميرا واشتد الخلاف وأقسم