حمود ويبدو ان النفوس كانت مطبقة على أهواء مكبوتة تنتظر من يثيرها فما كاد ينشب خلاف بسيط حتى اشتعلت الصدور بما تضمر وثارت الفتنة وبدأت الطلقات النارية يرتفع صداها بين مداخل الشعوب في البلدة واشترك العساكر النظاميون في هذه الفتنة وكثير من رجال القبائل ، وظل الأمر على ذلك يومين حتى تدخل المصلحون وعالجوا الخلاف بين الفريقين بما أرضاهم بعد أن ذهب ضحية الحوادث اربعة قتلى وكثير من الجرحى والمصابين.
ووافى تأييد السلطان على أثر هذا فسر به ذوو زيد وجرت المراسيم المعتادة للتولية ولبس الشريف سعد «خلعة» الامارة المهداة من دار السلطنة وأقيمت معالم الزينة في مكة سبعة أيام ووزع الأمير سعد على جنده الفي دينار وخلع على كثير من أتباعه وحاشيته.
وأقبل الموسم من ذلك العام ١٠٧٧ فأقبلت باقباله بواعث الخلاف لأن الشريف سعدا تباطأ في تسديد الحصة التي يستحقها الشريف حمود واشتد الخلاف فخرج الشريف حمود الى البادية مغاضبا في ٢٣ ذي القعدة ١٠٧٧ في جماعة من الأشراف وقد أقام بها حتى وافى امير الحج المصري فاجتمع به حمود وأخبره بما كان من سعد في عدم الوفاء وقال له «إننا لا ندع احدا يحج حتى نأخذ ما هو لنا» وكان قدره مائة الف أشرفي فكفل له ذلك أمير الحج المصري ونقده خمسين ألفا.
ولما عاد الحج من عرفات أراد أمير الحج المصري وبعض المصلحين أن يصلحوا بين المتخاصمين وعقدوا لذلك مجلسا فلم يتم بينهما اتفاق فخرج حمود مغاضبا الى ينبع ولحقه بعض الأشراف.