وندب على أثر ذلك بعض ولده وجماعة من الأشراف للسفر الى مصر ليعرضوا الأمر على ممثل العثمانيين فيها فلما كان الوفد في بعض الطريق صادفهم مندوب مقبل من مصر يحمل مقترحات للصلح وأخبرهم أنه سيقابل الشريف حمودا في ينبع فعاد في صحبته وبعضهم وبقي البعض الآخر في «الحوراء (١)» ينتظر النتيجة.
ويبدو أن المندوب لم يستطع تسوية الأمور لأننا نجد المتخلفين فى الحوراء ظلوا ١٥ يوما ينتظرون ثم استأنفوا رحلتهم الى مصر فقوبلوا بترحاب عظيم من والي العثمانيين فيها.
ثم ما لبثت أن راجت اشاعة في مصر بأن الشريف حمودا قتل مندوب مصر فاستاء والي مصر وقبض على ضيوفه واستفتى العلماء في قتلهم فلم يفتوه فأودعهم السجن كرهائن.
وفي أثناء هذه الحوادث كان عصيان الشريف حمود في ينبع قد تفاقم أمره وكثرت قلاقله وانضم الى صفوفه عاص جديد هو محمد بن زيد الذي اختلف مع أخيه سعد في مكة وغادرها مغاضبا لينضم الى حمود في ينبع. وصدرت الأوامر العثمانية الى صاحب مصر بارسال حملة عسكرية الى ينبع لتأديب العصاة بها فتوجهت الحملة وهي في نحو خمسمائة جندي إلى ينبع فقابلها العصاة في جمع من مقاتلة الأشراف وبعض المتطوعة من قبيلة جهينة وفتكوا بها فقتل منها نحو أربعمائة جندي وفر الباقون وقد أسر قائد الحملة ونساؤه
__________________
(١) الحوراء تقع شمال ينبع بالقرب من أملج.