وأولاده فأبقوهم في الأسر كرهائن مقابل أسراهم من الأشراف في مصر وذلك في رجب عام ١٠٧٩ (١).
ثم ما لبث أن تولى حكم مصر وال جديد من العثمانيين فأطلق سراح الاسرى من الأشراف ، فقابله أنصار الشريف حمود بالمثل وأطلقوا أسراهم عنده.
وظل العصيان على حاله في ينبع الى أن أعد الشريف سعد في مكة عدته لتأديبهم وقد وافتهم الأنباء فانتقلوا متوغلين في داخلية البلاد حتى انتهوا الى شرقي الطائف وهناك عانى الشريف حمود كثيرا من مناوشة قبائل مطير وبني ظفر وبني حسين فرأى أن يختزل العصيان ويتقرب الى ابن عمه فانحدر الى الطائف وقابل الشريف سعدا مواجهة فرحب به سعد وقبل منه وتعاهدا معا على الصفاء في جلسة عامة في مسجد ابن العباس وذلك في سنة ١٠٧٩.
وبذلك تم الصلح بعد أن قاسى المتضادون كثيرا من أهوال الخلاف وعانت مكة من جراء ذلك شدائد لا حد لوصفها فقد اضطرب سير القوافل بين البلاد واشتد غلاء الحاجيات وعز القوت في مكة وجدة والطائف وأكل الناس في هذه الأثناء لحوم الكلاب والهررة والميتة والعظام (٢).
وما كاد يستقر أمر الشريف بعد ذلك حتى تعصب ضده بعض عسكره وكانوا من مرتزقة اليمن يتجندون للخدمة العسكرية في مكة فتأخر عنهم صرف رواتبهم فأعلنوا عصيانهم على الشريف سعد وانحازوا الى جهة المعلاه واعتدى بعضهم على الباعة في الأسواق ينهبون ما تصل اليه أيديهم بالأسواق ثم خرجوا
__________________
(١ و ٢) منائح الكرم للسنجارى «مخطوط».
(١) خلاصة الكلام للسيد الدحلان ٨٤.