تطورت المشادة حتى غضب له بعض اقاربه فاشتبك القتال ثم تطور فوقعت الفتنة بين ذوي زيد وذوي بركات وبقية الاشراف فكان الظفر من نصيب ذوي زيد فأجلوا خصومهم عن البلاد ونادوا بامارة سعيد بن زيد في ٦ شوال من السنة نفسها ١١١٦ وهي الولاية الرابعة له (١).
ويقول الدحلان (٢) ان اول من ثار على عبد الكريم هو الشريف سعيد فقد اتصل ببعض القبائل «الحربية» في ديارهم فلم ينصروه فاتصل بقبائل من جهينة فنصروه فاحتل بهم ينبع وأخذ ما فيها من غلال الصدقة الخاصة بمكة ووزعها على من والاه ثم ما لبث أن وجه اليه أمير مكة مقاتلته فهزم جموعه في واقعة شديدة. وذلك في ١٤ جمادي الاولى ١١١٦ ثم يشير الى حادثة سعد والد سعيد فيذكر انه بعد أن اقام بمكة اياما في عهد الحكومة الجديدة انتقل الى المعابدة ـ ولعله أراد العابدية وهي غربي عرفة ـ ثم ما لبث ان اختلف مع الشريف عبد الكريم لامتناع هذا عن تخصيص نفقة له فجمع جماعة من الروقة وهم فرع من عتيبية شرقي مكة وأراد ان يهاجم بهم الطائف فصدته حامية فأخذ طريقه الى مكة وفي الوقت الذي كان ابنه سعيد يقوم بعدوانه في ينبع.
وانتهى سعد الى مكان بالقرب من الجعرانة ثم انحدر مما يلي أذاخر حتى انتهى الى القرب من المعابدة ولما شعر بقوة الدفاع كر راجعا الى الخرمانية فأدركته خيل الشريف عبد الكريم وقوة من الاتراك والمغاربة من عسكر الباشا واستمر القتال حتى جرت الدماء من الخرمانية الى ريع أذاخر (٣) وقد اختفى سعد ثم ظهر في الزيمة ومنها سار الى شرقي الطائف واتصل ببعض قبائل
__________________
(١) كان الامير عبد الكريم بن يعلي غائبا في اليمن في بعض اعماله في هذه الاثناء
(٢) خلاصة الكلام ١٣٨
(٣) الخرمانية وأذاخر جهتان في اعلى المعابدة ، لا زالا معروفين.