منهم» ثم رأى أن يأخذ عليهم الطريق فنشط الى الخروج وخرج بخروجه بعض أهل المدينة وجماعة من الكوفيين والبصريين حتى أتى الربذة ـ وهي من قرى المدينة ـ ثم انتقل الى ذي قار (١) ليكون على مقربة من جيش عائشة ولتتصل رسله بها فيستطيع أن ينصح لها ويرمي بآخر سهم في كنانته.
وقد مضت رسله الى عائشة تترى ثم كتب لها «يا عائشة كونوا مفاتيح الخير كما كنتم تكونون ولا تعرضونا للبلاء ولا تعرضوا له فيصرعنا واياكم» في حديث طويل ترك أثره في عائشة كما ترك أثره في طلحة والزبير فقالوا لسفيره ارجع .. ان قدم علي بمثل هذا صلح الأمر ، فرجع سفير علي في احسن ما يرجع به سفير.
وبات الفريقان ليلتهما في أحسن ما يبيت فيه جيشان متصالحان واستأنف علي سيره الى البصرة في جموعه العظيمة ليكون أقرب الى مواطن الصلح حتى إذا انتهى قريبا منها ترك جيشه ومضى ليجتمع بعائشة وطلحة والزبير فقابلوه في ناحية منها وبدأوا حديثهم جميعا في جويسوده ـ بلغة اليوم ـ التفاهم والود ، وارفض المجلس على وئام واتفاق.
ولم يكن الوئام والاتفاق في صالح فريق ثالث كان يؤلب على عثمان حتى قتل ، لهذا ما فتىء أن تآمر هؤلاء على الاخلال بقواعد الصلح واثارة القتال بين الصفين في غرة من الفريقين فقد انسلوا بغلس حتى انحاز بعضهم الى جيش علي وانحاز آخرون للجيش الآخر ووضعوا السلاح فثار الفريقان وكانت الفتنة.
__________________
(٣) ماء بين واسط والكوفية في العراق.